احيانا كثير تغيب عنا لحضات سعادتنا...

يغيب عنا الفرح...

تغيب السعادة...

وتتلاشى كالدخان...

ساعات كثيرة...

تضيق بنا الدنيا على وسعها...

ساعات كثيرة نشعر باننا شي يكاد لا يذكر...

ساعات كثيرة...

تنزف مآقينا دما بدل الدموع...

وتنزف قلوبنا احزانا معتقة...

ساعات كثيرة...

نتمنى ان نكون ورقة من شجرة عجوز...

او حبة رمل سائبة...

او سحابة عابرة...

ساعات كثيرة نتمنى ان نكون اشياء حقيرة لا تكاد تذكر...

ساعات كثيرة...

ننزوي في زاوية من زوايا تلك الغرفة المظلمة...

ونتوة في دهاليز احزاننا الدامية...

ونتذكر تلك الاقنعة...

قناع الفرح...!!!

قناع المحبة...!!!

فناع النجاح...!!!

قناع الصداقة...!!!

ماهي الاقنعة...

نلبسها لنشعر بذلك الفرح الذي تحكي عنة الروايات الاسطورية...

شعور واحد فقط ليس له قناع...

الا وهو الحزن...

فيغلفنا ذلك الحزن المقدس دون رحمه او شفقة...

يحتضننا...

ويعانقنا...

فما نعود نرى سوى الظلام ...

وتخفينا العبرات او بالاخرى...

نسمح لنا ان تخنقنا...

ساعات كثيرة...

نشعر ان الوحدة عنواننا...

ونحاول ان نخطو خطوة باتجاة النور ولكنسرعان ما نفشل...

فتنزف مآقينا رغما عنا...

رغم كل محاولاتنا لنكون اقوياء...

رغم كل محاولاتنا في حبس دموعنا المقدسة...

فنبكي بكاء مرا...

ليس يأسا...

ليس حزنا...

وانما ليقيننا ان الدموع تطهر الارواح...

ونتظر انتظار مرا...

وتبقى قلوبنا مشرئبة نحو الافق...

تنتظر من يعيد اليها الامل الغائب...

فنرفع ايدينا بلا حول ولا قوة...

تتحرك شفاهنا ببطا...

نهمس ... ياالله ... ياالله ...

يعلو الصوت ... ياالله ...يالله ... يارحمن ... يارحيم...

يزداد في العلو ... ياالله ... ياالله ... ارحمني برحمتك ....

نشهق في البكاء ...

ونكمل بصوت متهدج ... وبشفاة مرتجفة ...

اغفرلي يا الهي ... انك انت الغفور الرحيم ...

وتغرق عيوننا بدموع انسابت على صفحات خدودنا في طهر...

ينقطع ذلك الصوت الواهن باستسلام...

تقبل جباهنا الارض ... وتعانق دموعنا رمالها ...

ونغلف اجفاننا كما نغلق كتابا تاريخيا قديما...

ترتعش اوصالنا...

نشهق في البكاء...

نتوسد الرمال ... فمن سيجفف دموعنا...

ينقطع صوت البكاء...

وتبقى تلك الابتسامة الغريبة مرسومة على شفاهنا...

ابتسامه تحكي قصة ساعاتنا المعذبة...

فيفارق القلب دقاتة...

ويفارق النبض العروق...

حينها فقط سنرى ذلك الامل...

المتراقص في استحياء...