موضوع: المشروبات الغازية الجمعة مايو 01, 2009 2:27 am
السلام عليكم
اقرا هنا ياللي تشرب مشروب غازي !!!!!!
دخلت المشروبات الغازية (Fizzy Drinks )كل البلدان حتى الفقيرة منها ,وانتشرت في المدن والقرى والبوادي , واستعاض كثير من الناس في بيوتهم وكثير من أصحاب المطاعم في مطاعمهم عن الماء بالمشروبات الغازية , وأصبحت تقدم للضيوف في البيوت وللركاب في رحلات الطيران وفي المناسبات الرسمية وغير الرسمية ودخلت المدارس وصار لها مكان للبيع الآلي فتجدها أمامك في كل الأماكن حتى في الدوائر الرسمية .
وصارت تجلب هذه المشروبات إلى البيوت بالكميات الكبيرة كبقية الأطعمة أو كجزء منها وأضحى الصغار يتناولونها صباحاً وظهراً ومساءً مع كل وجبة طعام وحتى دون وجبة طعام وأصبح من العسير على أولياء الأمور صرف نظر أطفالهم أو إبعادهم عنها واستعاض العديد منهم بهذه المشروبات عن وجبات طعامهم ، ولكن ما هي المشروبات الغازية ؟ وما هي مكوناتها؟ وهل لها تأثيرات ضارة على الإنسان ؟ ومــا هي تــلك الآثار- ان وجدت - وخصوصاً على الأطفال ؟ هذا ما سيحاول هذا التقرير الإجابة عنه.
نبذة تاريخية
يعود إنتاج المشروبات الغازية إلى القرن السابع عشر حيث أراد جو زيف برستلي الكيميائي الإنجليزي تقليد مياه الينابيع الغازية والتي كان يعتقد أن لها أثراً علاجيا , فأضاف الصودا والكربونات للماء وسميت بماء الصودا . وتطورت صناعة المشروبات الغازية بعد ذلك بإضافة المواد المُحلية ثم المواد ذات النكـهة وصنعت الكوكا كولا لأول مرة عام 1886 م في جو رجيا بالولايات المتحدة الأمريكية .
واسم كوكاكولا مستخلص من كلمتين : كوكا وهو اسم الشجرة التي يستخرج من أوراقها الجافة مادة الكوكايين (Cocaeine), واسم كولا هو اسم شجرة تنتج نوعا من الجوز تستخدمه الشركة في صناعة الكوكاكولا، ويحتوي على مادة الكافيين ( Caffeine)المنبهة .
مكونات المشروبات الغازية
تتكون المشروبات الغازية من المكونات الرئيسية التالي :
أ- الماء : ويشكل أكثر من 85% من الحجم الكلي للمشروب , ويكون خالياً من الطعم و الرائحة ومن المواد الكيميائية ، وخاصة أيونات النحاس والحديد ؛ إذ أن وجود مثل هذه الأيونات يؤدي إلى اختفاء ألوان المشروبات ، بسبب قدرة هذه الأيونات على أكسدة الصبغات المستخدمة لاكتساب المشروبات ألوانها الخاصة .
ب- السكر : والغرض من إضافة السكر إكساب المشروب الغازي الطعم الحلو والمرغوب فيه .
ويضاف السكروز ( سكر المائدة ) على شكل محلول مركز , أو بحالة صلبة بحيث تكون نسبة السكر في المحلول النهائي نحو ( 8- 13 % ) من كتلة المشروب , وذلك حسب المشروب المحضر, ويضاف إلى مشروبات مرضى السكري مواد سكرية مصنعة منزوعة الوحدات الحرارية ( Diet) .
ج - الحموض : تستعمل حموض عدة في تحضير المشروبات الغازية منها : حمض الستريك وحمض الطرطريك و حمض الفوسفوريك .
و السؤال الآن : على ماذا يعتمد نوع الحمض المستعمل و كميته المضافة إلى المشروب الغازي ؟ أن اختيار نوع الحامض وكميته, تعتمد على نوع المشروب المحضر ,إذ يؤدي استعمال الحمض المناسب إلى ما يأتي :
1- إظهار الطعم الخاص للمشروب , فكما نعرف فإن لكل مشروب طعمه الخاص الذي يميزه عن المشروبات الأخرى .
2- خفض الرقم الهيدروجيني للمشروب حتى تمنع نمو الأحياء المجهرية التي قد تكون موجودة .
3- تحويل جزء من السكروز إلى سكر منقلب ( جلوكوز + فركتوز ) في أثناء عملية التخزين .
د- مواد الطعم والرائحة :
يتوقف طعم المشروبات على المواد المضافة إلى المشروب الغازي , مثل السكر ونوع الحمض المضاف وكميته , وكمية غاز ثاني أكسيد الكربون . ويضاف أيضاً مواد نكهة مناسبة لإعطاء المشروب الغازي طعماً خاصاً .
وهناك مواد كثيرة تستعمل في المشروب الغازي لاعطائها الطعم المرغوب فيه . ويتوقف استعمال كل منها على نوع المشروب الغازي المحضر. أما أنواع الطعم الرئيسية فهي :
1- مواد طبيعية : وتستخلص من قشور الحمضيات كالبرتقال والليمون مادة الطعم والرائحة وتستعمل لاعطاء المشروب طعم ونكهة الفواكه . وقد تستخدم الثمار بكاملها ( القشور والأجزاء اللحمية واللب ماعدا البذور ) بعد تقطيعها وعصرها , وتركيز العصير الناتج ومن ثم تخفيفه عند استعماله .
2- مواد صناعية : وهي مواد قوية الطعم والرائحة وتحضر صناعياً , وتتميز بطعم شبيه بطعم الثمار الطبيعية المراد تقليدها , لكنها تمتاز برخص ثمنها مقارنة بالنكهات الطبيعية .
وقد تحضر محاليل مخلوطة من مواد طعم طبيعية , ومواد صناعية بنسب محددة تستعمل في تحضير بعض المشروبات الغازية .
هـ - مواد اللون :تلون المشروبات الغازية بإضافة مواد ملونة, وأكثر المواد المستعملة استخداما هو الكراميل الذي يناسب المشروبات ذات النكهة المشتقة من الأوراق والجذور والأعشاب ,ويجب أن تكون المواد الملونة المستخدمة ثابتة , ولا تؤثر في طعم المياه الغازية ورائحتها . كما يجب أن لا تتحلل بفعل الأحياء الدقيقة , أو المواد الكيميائية الأخرى الموجودة في المشروب , وأغلب المواد الملونة المستخدمة حالياً هي مواد كيميائية مصنعة.
و- ثاني أكسيد الكربون : يضاف غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2)إلى المشروب الغازي بكميات كبيرة , وقد سميت هذه المشروبات ( المشروبات الغازية ) نسبةً لاحتوائها على هذا الغاز.
ويجب أن تحدد كمية الغاز التي تحتويها زجاجة المشروب تحديداً دقيقاً , لأنها تؤثر في صفاته تأثيراً كبيراً . فكيف يتم إضافة الغاز , وما العوامل التي تحدد ذوبانه في المشروب ؟
يتم ضخ غاز ثاني أكسيد الكربون المضغوط إلى خليط المشروب النهائي بعد تبريده إلى درجة حرارة تتراوح ما بين ( 1- 2 درجة سيليسيزية ) داخل أجهزة تدعى أجهزة الكربنة . وتساعد درجات الحرارة المنخفضة والضغط العالي على إذابة كميات مناسبة من الغاز في ماء المحلول , و من ثم يتكون حمض الكربونيك .
وتجري عملية إذابة الغاز في المشروب قبل ملء العبوة مباشرة . وتتوقف كميته المذابة على نوع المشروب , إذ تزداد كميته في مشروبات الكولا لاعطاء الطعم الخاص . وعادة يعادل حجم الغاز المضاف الى المشروبات الغازية أضعاف حجم المحلول المستخدم بنسبة ( 3- 4,5 ) مرة .
إن إضافة غاز ثاني أكسيد الكربون للمشروبات يؤدي إلى ما يلي :
1- يعطي الطعم الخاص بالمشروب الغازي . ومن المعلوم أن طعم المشروب يتغير بعد فتح العبوة وتركها لفترة طويلة , بسبب تسرب الغاز إلى الجو .
2- يحل غاز ثاني أكسيد الكربون محل غاز الأكسجين , وبذلك يتوقف حدوث أي تغير في طعم المشروب الغازي أو لونه الذي قد ينتج من أكسدة بعض مكونات المشروب بالأكسجين .
3- يمنع الغاز نمو معظم أنواع العفن التي تحتاج إلى أكسجين .
4- يخفض الرقم الهيدروجيني للمشروب , مما يزيد من درجة حموضته وجعله غير صالح لنمو الأحياء المجهرية .
زـ الكافيين : وهي مادة مُنكهة تستخرج من جوز الكولا تضاف عادة إلى مشروبات الكولا.
وقد أجريت دراسة في إحدى الجامعات الأمريكية لمعرفة كمية الكافيين في المشروبات الغازية المتوافرة في الأسواق الأمريكية , وشملت هذه الدراسة الكوكا كولا , والببسي , ودايت بيبسي , ودايت كولا , والكولا الأخرى المحضرة من قبل شركات أخرى . ووجد أن هذه المشروبات تحتوي على الكافيين وتتراوح كميتها في الكولا المعلبة ما بين 30 و 50 ملغم تقريباً في عبوة من 330 مللتر من الكولا" وهو تقريباً حجم زجاجة أو علبة الكولا" بينما كان محتوى الكافيين في الكولا التي تباع في المطاعم أكثر من ذلك . وهذه الكمية تعادل كمية الكافيين الموجودة في فنجان القهوة .
هذا وتخفي كل شركة خلطة سرية لا تسمح لأحد معرفتها , تزود بها الشركات المحلية التي تقوم بتحضير تلك المشروبات لحساب الشركة الأم . انتشار المشروبات الغازية وبالنظرة إلى الإحصائيات في بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية نرى أن استهلاك الفرد من هذه المشروبات قد زاد من 45 لتراً سنوياً عام 1960 م إلى 149 لتراً عام 1982 م وزاد إنتاج هذه المشروبات بنسبة 13,5% بين عامي 1989 و 1994 وهذا يعكس الزيادة الكبيرة في استهلاكها , وقد بلغ استهلاك العالم عام 1997م 2820 مليار لترمن المشروبات الغازية بلغت قيمتها 320 مليار دولار.
ولعل ذلك يعود إلى الاعلانات الضخمة التي قامت وتقوم بها الشركات المصنعة عبر السنين , مما أدى إلى الشعبية الكبيرة الحالية لهذه المشروبات , حيث تصرف ملايين الدولارات على الاعلان لترويج هذه المشروبات والإدمان عليها الذي تحقق بفعل الكافيين .
ويتم التركيز في الاعلانات على فئة الشباب , وعلى استخدام تعابير خاصة , وعلى المتعة والانتعاش وإطفاء العطش الذي يرافق شرب هذه المشروبات - كما يذكر الاعلان- وكذلك على إقحام بعض نجوم الرياضة أو نجوم الشاشة ليكونوا أبطالاً للاعلان .