بحمــد الله جـل عـن الغيــــــا ب كثير الحلــم ذي المنن المهاب
(تفرد بالجلال وبــــالبقـــــــــاء) ولا يحصــي أياديه خطــابي
وأشكره على نعمـــاه فينــــــــــا وليـس بشكــرنا هذا بنــاب
بدا نور الحنيفــة فـي بــــــلادي وآذنت الخـــلافة باقتـــــــراب
فأسئل ربي الرحمن نصـــــــــرا وتمكينـا فقـد طــال اغترابــي
أعني في البلوغ إلى مرامــــــي فقــد كثر ابتهـــالي وانتحابي
أزف قصيـــدتي هـــذي إليكــــم أيا أبطـــــال تنظيــم الشبــاب
ويوهم أن لي غرضاً بشعـــري ولكن الجهــاد هـو انصبابـــي
أبوح جسيم ما طلبي وإنَّـــــــي أخاطر مهجتي لأصون بابــي
ولو جُرِّعت صدق القول مــــــراً لطالبـت المزيد علـــى جرابي
ولو أن الحقيقة واجهتنــــــــــــي لخـضب شعر مفرقهـا قرابي
وما استوعبت مدحهمُ بنظـــــمي فذلـك جلّ مــا يهــوى لبــابي
أيُنكر سحّ غيث جــــــاء صفـــواً بأنّ نزولـــه من ذي السحاب
(ومن يك ذا فم مر مريـــــــــض) يخــال كعلـقم حلـو الشــــراب
شبابُ الجيـــــل للإســـلام قامــــو بأنفســـهم وتاقـــو للثــــواب
وهـــم نبتو وأثُّـــو فــــي ثـــــراه وكـــان عليـــهمُ مثل الربـــاب
وتحت لوائه ضـــربو الأعــــادي وسارو بالبنــــادق والرِّكــــاب
وما أربو عـلى العشــــــرين سنــّاً أوَ انَّهمُ علوهـــا باقتـــــراب
حُــــــماةٌ للــــحنيفــة أتقيــــــــاءُُ وأعينهم كثيــــــر الإنســــراب
(إذا ما الليل أظلـــــــــم كابـــدوه) وغيَّر وجههــــــــم أثر التراب
شوائبُ،إخوة في الـــدين ليســــو ذوي نســب بعيــــد أو قـــُراب
وتلك مزيّة الإيمــــــــــان فيهـــــم يشــــعّ سنـاؤها من غير عاب
همُ قصموظـــهور الكــــــفر حقـــًا وقاسَوه المرارة بالعقـــــــاب
وهمُ جــدعو أُنوفــاً قـــد تعالـــــت وآسى ذكرهم أثر المصـــــاب
وقد قطعو المفــــاوز فــي عنــــاء وقد مخرو بصبر في العُبــــاب
لهم نارت ربـــوع الأرض قســرا وشعَّت في الجبال وفي الشعاب
طريقتــهم علت بصفــــاء حــــــال وفاقت بالســلامة والصــــواب
وحـــازو المكرمــــات على مداهـــا وليس لغيــــــرهم حسن المآب
وصفـــــــت لكم وحالـــهمُ بيـــــان وكيف بحالهــــم وقت الضراب
وفــــــي الهيـــجا كمــاة لا يفـــــلُّ جنابهمُ ، أســــود في الضراب
وليس لهم على الكفار دومــــــــــا بــجلد يقشـــعرّ ولا إهـــــاب
وما وجد الزمـــــان لهم مثيــــــــلاً يحاديهم كمسك في مَـــــلاب
فطوبــــى للذي ينمـــــى إليــــــهم ويدرء عنهــــــمُ أثر السباب
أقــــــلّوهــــم وكفّوهـــــم بحــــزم من اللوم الهـــــزال وذا العتاب
ومن يرفض شريعته عنــــــــادا ويلهــج خلـــــف كفار حراب
فإن الــله جــــلّ لـفي غنــــــــاء - تعــالى الله –عنـــه بلا ارتياب
أجبني يا "شريــف" تــلاك ذمّ ولا تنِ في الصراحـــة بالجواب
لعمر أبيك إنـــك فـــي ضـــــلال ولم تزل التمادي فــي الســراب
تنام على سريـــرك مستريحــــا وما شـــيء ذكـرت بمستطــاب
وهل في شرعة الإنصاف مهما تكالبــت المتـــاعب بالصعــــاب
ترحِّبَ بالنصارى فــي مــــــلاءٍ وتهوى الإندلاق مـــن القـــراب
وهل غرّتك ذي الألقـــاب حتـــى بحثـت عـن الحقيــقة فــي يباب
ولم تعثــــر – بحمدالله - منهــــا علــى عيـب – لحـاك الله – ناب
فأنى ساغ عنـدك نبـــذ شـــــرع أتى بقضــــائه ســور الكتـــــاب
وأيُّ كريهـة خطــــرت ونابــــت فتــرض من الغنيمـــة بالإيــاب
ولما عزّ بالإســـــــلام قومــــــي كمثل الأيم لذت إلـى انسيـــاب
وهل لا رحبــــــوه بعيـــن عقـــل مليء بالبصيــــرة لا اكتئــاب
كساهــــا الله حسنـــــا ذا بديــــع بإتقــان يـروق وذي عجـــاب
فعارضها"الشريــف"بقول زورٍ فصـار بـذاك أدنـى مــن ذبـــاب
أقول لـــكم وقولــــيَ ذو بيــــــان بــأن الله ذا الحكــم الصــــواب
سيحكم بيننـــا بالحــــق جهـــرا وذاك يكــون في يوم الحسـاب
وأما ما حييــــت وعشــــت فيها فإن الفيصــل الماضـــي كتــابي
وإن راودتــــــمُ قمم الجبـــــــال ويعلــو صيتكــم فــوق السحاب
فدين الــله يدعوكـــــم دوامـــــا الا فلتـدفـعـونـــي فــي رحـــابي
فأين الحر من أبنـــــاء قومـــــي يدافعني ويحمي عــن جنــــابي
ألا ما تلمحــون إلــــى افتقــــــاري ولحمِــــــي مستبـــاح للذئـــاب
وقد كثرالذئـــــــاب علــــي ّ حتـــى تنادو بــي بــألسِنـــة غضـــاب
وأكثـــرت الأنــين بجنـــح ليـــــــل ظــــلام دامـس تحـت الحجــاب
فيا لـــله لــــو يعلـــــو صراخــــي فــــــآهٍ ثــــم آهٍ أي شبــــابي!!
أجـــــاهدكـــــم بنظمــــي أو بنثـري وأسلو ما ألاقي مـــن صعــــاب
أطــــاعن دونــــه وأجُــــدُّ دومــــا رؤوساً بالدم القــــاني خضــاب
وهـذا الباطــــل المكتــــوم فينــــــا وإن هــو قد تراكم كالهضـــــاب
وأشمــخ أنفــــه بـــطراً وأشـــــراً لـــــفَِي يوم من الأيـــــام ذاب
ألا لا ترحمــــو الكـــفار دومـــــــاًً فإنهـــمُ أخـــسُّ مــــن الكـــــلاب
أفــــارقة وغيرهــــــمُ ســـــــواءٌ فكلــــهمُ رهــــــائن للخَـــــراب
كذا الأنذال لا تحنـــو عليهـــــــــم فإنهــــــمُ أيــــــادٍ للكـــــــــــلاب
وإن أنتم سلاحكـــــمُ وضعتــــــم فما زمــــن الكرامـــــة قـطّّ آب
وليس شهيدكــــم أبــــدا بثــــــاوٍ وذالـك جــــاء في نــصِّ الكتـــاب
أزف قصيدتــي هـــــذي إليكـــــــم أيا أبطـــال تنظيـــــم الشبــــــاب
خذوها إخوتــي بصفـــــــاء قلـــبٍ وجـــودو بالـــقراءة للصحـــــاب