موضوع: عائشة السيفي تواجه وزير القوى العاملة الجمعة فبراير 11, 2011 5:35 am
عائشة السيفيتواجه وزير القوى العاملةبهذه الرسالة الفولاذيةاقرؤها لتعرفوا قيمة هذه الكاتبه
الشيخ معَالي وزير القوى العَاملة ..
استمعتُ إليكَ كمئاتِ الآلاف من العُمانيين الذينَ تحلّقوا حول شاشَةالتلفزيُون العُمانِي ليستمعُوا إلى جلستك المتلفزَة مع أعضاء مجلسِالشُورى الموقّر .. وصدّقنيْ لقد أسعدنِيْ للغايَة أنْ تمتلك حكُومتناالرشيدَة وزرَاء يتقنُون الحديثَ بذكاءٍ ودبلوماسيّة كمَا فعلتَ أنتَ فيدولةٍ يفتقرُ أغلبُ وزرائها إلى ذكاء المرَاس في الحديث.. المتلفَز وغيره ..كم منَ الجَميل أن نرَى وزرَاء شباباً يمتلكُون الحنكَة في الردّ مثلك ..
سعدتُ بذلك كثيراً ودهشتُ لأنّك كنتَ حقاً مثالاً على الوزير الذي يستطيعُأن يحوّل دفّة الحديثِ –أيّاً كانت- لصالحِ صورَة وزارتهِ .. أضفْ إلى ذلكأنّك لم تكن "تركض" في الحديث كمَا فعل وزراء سبقُوك ولحقُوك في جلسَاتالشّورى الأخيرة حيث اتّضح الارتباك في صوتهم ..
كنتَ يا معالي الوزير هادئاً ، تزنُ جيّداً ما تقُولهُ قبل أن تخرجهُ أمامأعضاء الشورى وقبلَ أن تتلقفهُ أجهزة التلفاز التي ستنقلُ حديثك لمسامعنا ..
معالي الوَزير .. ولأجل ذلك كلّه فقد انتهت جلسَاتك مع مجلس الشورَىبسلامٍ .. وخرجتَ آمناً مطمئناً .. للحدّ الذي لم يستطِع أيٌ منا يا معاليالوزير أن "يمسكَ منكَ حقاً ولا باطلاً" من كلّ ما قلته ..
في وزَارةٍ هيَ "من" إن لم تكُن أكثر الوزارات حساسيَةً لدينا على الإطلاق .. فهيَ تمثّل القوّة البشريّة العاملة لدينا في السلطنَة .. القوّة التيلولاها لما التفتنا يميناً وشمالاً لنرَى الشّعب يصنعُ عُمان اليَوم ..
لا أحبّ أن أسهبَ في الكلمات المنمّق والبهرج وإلا لتوجّهت لأقرأه في أيّصحيفة عمَانيّة .. الخاصّة أو الحكوميّة فكلّها في مرتبة التنميق وبهرجة "كلام الحكُومة" سواء ..
والآن يا معالي الوَزير .. سأدخلكَ إلى النقطة التيْ أثارتْ لديّ كلّحالات الأمزجَة الغريبَة ورفعت نسبَة الأدرينَالين لديّ إلى أقصَاها.. تلكالأمزجة التي تشَابه إلى حدٍ كبير مزَاج المواطن العُماني والمقيم وهوَيعبر بسيّارته صباحاً وسط الانفجَار المروريّ من إشارات الموَالح حتّىالمطار ..
لقد طعَنتنيْ يا معالي الوزير .. وطعنتَ كلّ عُماني حينَ قرّرتَ أن تبرّرلعضوِ مجلسِ الشُورى الذي قالَ لك: "وصححونيْ أيّها القراء إن كنتُ غيّرتفي الصيغَة": أنّه من المصيبَة أنّ الاحصائيّات تقُولُ أنّ 40% منالعُمانيين العَاملين في القطاع الخاصّ روَاتبهم تقلُ عن 140ريَال ..
فمَا كانَ ردّك تبريراً على "هذهِ المصيبَة" (وأعتذر إن خلطتُ في النسبِالجزئيّة) إلا أن قلتَ: أنّ 10% منهُم مسجّل في القوى العاملة بهذاالرَاتب ولكنّه لا يزَال على مقاعدِ الدرَاسة ، و20% منهُم يعمَلُ في مهنٍحرّة غير مسجّلة بالوزَارة .. و10% منهُم تخطّى الخمسِين .. المهمّ أن 40% في المجمل لا يشكونَ ضرراً ولا فاقَة ..
فإذن يا معالي الوزير الموقّر .. لا يوَجد فقرٌ لدينا في عُمان .. لأنّ كلالعمانيين العاملين في القطاع الخاصّ لديهم مصادر دخل أخرى غيرالـ140ريَال أو أنّ الـ140ريَال هذه هي مجرّد مصرَف جانبي يجنيهِ المواطنأثناء انشغاله بالدرَاسة .. والحمدلله .. عُمان في خير ونعمَة .. لماذا ياأيّها الشَعب تتذمّر من الفقر وغلاء المعيشة؟ لماذا أيّها المدوّنونطويلُو اللسان تصرخُون كلّ صباحٍ ومساء بأنّ عُمان تنحدرُ إلى بحُورٍمظلمَةٍ في اللاعدالَة الاجتماعيّة والفقر والمحسوبيّة؟
هل تريدُ أن تقنعنا وتقنع الشّعب يا معالي الوزير ..أنّ كلّ من يعبّئونالبترول لسيّارتنا وكلّ من يعملُون في توصيل طلبات المطاعم وكلّ سائقيالشاحنَات وكلّ البائعين في المحلاّت التجَاريةّ وكلّ وكلّ وكلّ .. لديهممصادر دخل أخرَى يعملُون بها؟
أرجُوك يا معالي الوزير .. ليتك وصفتَ لنا على أيّ أساسٍ بنيت إحصائيّاتك؟
يا معالي الوزِير .. إنْ كنتَ تعرفُ أنّ 40% من العمّال العمانيين لايعتمدُون على أيّ دخلٍ سوَى 140ريَال فهذهِ مصيبَة فعلاً .. وإن كنتَ لاتعرفُ فالمصيبَة أعظَم ..
ولا ألومك يا معالي الوزير ألا تصدِق أنّ هنالك أناسا لا تعيش إلا على 140ريَال في سلطَنة عُمان .. فأنا نفسي لا أصدّق كيفَ بإمكان شخص يستلم 140ريَال في الشهر أن يعيشَ ويسكن ويلبس ويأكل ويدفع فاتورة التلفونويشترك في جمعيّة للزواج ويدفع مصرُوف الجيب والتاكسي أو البترول .. كلّهذا على مبلغ 140ريَال؟ يا إلهِي ! هذا كثيرٌ جداً !
الشّيخ معالي الوَزير ..
تمنيتُ –في سينَاريُو آخر لم يحدث- حينَ سألكَ عضوُ مجلس الشّورى كيفتفسّر أنّ 40% من شبابِنا العاملين في القطاع الخاصّ تقلّ رواتبهم عن 140ريَال .. أن "تعتذر" لكلّ هؤلاء الـ 40% لأنّ وزارتك لم تتدخّل حتىاليَوم في رفع الأجر الأدنَى من الروَاتب لهم .. (هل هوَ 120ريَالاً كماأعرف؟)
تمنّيتُ يا معالي الوَزير أن تقولَ ذلك وتقدّم خطّة الوزَارة في وسائل رفع أجُور هؤلاء الـ40% !
تمنيتُ يا معالي الوَزير حتّى حينَ ألقيتَ علينا إحصائيّتك التي نزَلتعلينا كمرجل ماء ساخِن.. أن تعتذر لهؤلاء الـ10% الذينَ قلتَ لنا أنّهمتخطّوا الخمسين..هل هذا تبريرٌ يا معالي الوَزير؟ ألا يستحقّ هؤلاءالخمسينيّون أن تكافئهم الحكُومة وقد جاوزُوا الكهُولة أن تعفيهم من كدحالعيش وهم على أعتاب الكِبَر؟ أليسَ هؤلاء الخمسينيّون أرباب أسرٍ وآباءًيتساءلُ المرءُ كيفَ كانَ راتبهم وهم في العشرين إن كانَ راتبهم هكذا وهمفي الخمسين؟هل من العَادي جداً أن من رجلاً تخطى الخمسين يستلم أقل من 140ريَال؟
تمنّيتُ يا معالي الوَزير أن تعتذرَ حينَ تنتهِي جلسَتك لكلّ العُمانيينالذينَ استمعُوا إليكَ لأنّك قدّمت لنَا واقعاً وأرقاماً وإحصائيّات .. ولم تقدّم لنا خطوَاتٍ عمليّة مستقبليّة!
تمنيتُ يا معالي الوَزير أن تعتذر لأنّك لم تعطنَا حلولاً .. وإنّما أعطيتنا "حدثاً" ..
تمنيتَ يا معالي الوَزير .. أن تعتذرَ لكلّ شابٍ وشابةٍ من الـ40% استمَع –مثلي- إلى إجابتكَ متأملاً أن تقدّم الوزارَة وعوداً بخطوَاتٍ جادّةلرفعِ مستوَى الأجور الدنيَا لهم ..
نعَم يا معالي الوَزير اعتذِر .. لأنّ الصحف تطالعنَا كلّ يومٍ بأخبَارمئات المشَاريع الضخمَة التيْ يرَاها المرء رؤية العينِ إذا قلب عينيهِشمالاً وجنُوباً .. ولكنّ هذه المشاريع الضخمَة لم تستطع أن ترفع مستوَىأجر 40% من قوّة هذا المجتمع عن 140ريَال ..
اعتذِر يا معَالي الوَزير عن هذهِ المصيبَة لأنّها مشكلتك .. ولا تصدّق منيقُول لكَ أنّ أبواب الرزق كثيرَة وعلى المرء أن يفكّر ويتعب ويشقَى كيتنفتح لهُ .. وأنّ انخفاض روَاتب هؤلاء الـ40% عائدٌ إلى أنّهم لا يطرقونأبواب الرزق ولا يستغلُون ذكاءهم وعقولهم ليرفعُوه .. وأنّ هذه ليستمشكلَة الحكومَة .. فإذا حدث وأن أقنعك أحدهُم بذلك يا معالي الوَزيرفأقولُ لكَ أنّ أحداً لم يقلْ لكَ أنّ من حقّ الوطن علينا أن يمنحنا الحدّالأدنى من المعيشة الكريمَة .. وصدّقني 140ريَالا لا تكفلها .. وإن ظننتأنّ هذهِ ليستْ مشكلَة وزارتك فسأذكركَ يا معالي الوَزير أنّ تُونس لم تصلإلى ما وصلت إليهِ اليَوم لولا تبرّؤ الحكُومة من مشاكل الشّعب ..
كانَ عليكَ يا معالي الوَزير أن تعتذر لما يزيد عن 30ألف عُماني عاطل عنالعَمل .. وإن كنتَ أيضاً لا تظن أنّ هؤلاء "العواطليّة" لا يبحثُون بجدٍعن الرزق ومصادرهِ وأنّ هذهِ هي مشكلةٌ بهِم لا مشكلَة حكوميّة فلأخبرتكمجدداً أنّ البطالة مشكلَة يجبُ على الحكُومة حلّها.. ولكنتُ ذكرتكَبثورَة العاطلين واليائسين في تونس ومصر .. أليسَ الجُوع كافياً للانسانأن يثُور على كلّ ما حوله؟
كانَ عليكَ يا معالي الوَزير .. أن تعتذرَ عن 32 مهندساً من زملائي فيدفعَة الهندسة المدنيّة لعام 2010 الذينَ أنهَوا دراستهم منذ 7أشهر .. 9مهندسين يا معالي الوَزير من أصل 41مهندساً استطاعُوا الحصول على وظيفَة .. واثنين وثلاثين لا يزالُون باحثين عن العمل .. أرجوك لا تقنعني أنّالـ32مهندساً هؤلاء يأنفون عن العمل في الوظائف الشاقَة برواتب منخفضَةلأنّ 32لن يمتلكُوا نفس العقليّة هذهِ .. ولا تقنعني أنّهم يفضلُون جميعاًأن يطلبُوا مصروفهم من آبائهم بدلَ استلام راتب ضئيل ولكنْ من عرقِ أيديهم ..
فإن كانوا المهندسون الخرّيجون من جامعة السلطان قابوس لا يجدونَ العَمل .. فما بالك ببقيّة الكليّات الأقلّ حظاً في التوظيف .. وما بالك بخريجيالمؤسسات التعليميّة الأخرى يا معالي الوَزير .. الحكُوميّة والخاصّة؟
كانَ عليكَ يا معالي الوَزير .. أن تعتذرَ لكلّ شابٍ لا يزال يستلممصرُوفه من والدهِ رغم أنّ لديه شهادَة "يقرؤها الأعمَى" .. على الأقلّ ،الشبَاب "الباحثين فعلاً عن العمل" ولم يجدُوا .. وكانَ عليكَ أن تعتذرَ لوالدهِ أيضاً
وكانَ عليكَ أن تعتذرَ لكلّ شابٍ توقّع أن يخرجَ منكَ بالمفيد حينَ خرَجَفي ذاتِ نهارٍ في "مسيرةٍ خضرَاء" مطالباً بأن تمنحُوا هؤلاء الشباب فرصةً واحدة ً ليثبتُوا أنفسهم في قطاعاتِ العَمل .. لكنّ ردّك جاءَ هلامياً .. نحاولُ أن نقبضَ منهُ شيئاً بأيدينا فنخرج منهُ بلا شيءٍ .. كَان ردّكغريباً .. لا نشتم لهُ رائحة ً لنميّز منهُ شيئاً ولا طعماً لنتذوّق منهُنكهة ً جديدَة نفهمها ولا ملوّناً لنبصرَه ..
كانَ عليك يا معاليالوَزير أن تعتذر للمرَاسل الذي يعملُ في شركتنا .. لأنّه يحمل بكالوريوس زرَاعة من جامعَة السلطَان قابُوس .. لأنّ وزارتكالموقّرة لم توفّر لأمثالهِ بيئة العمل الحقيقيّة التي تليق بـ5سنوَاتدرَاسة في أرقى مؤسساتِ التعليم العالي بالسلطنَة ..
كانَ عليكَ أن تعتذرَ لهُ ولكلّ الذين نافسُوه على الوظيفَة .. هل تعرفُيا معالي الوَزير أنّ وظيفَة المراسل هذهِ تنافس عليها 23 عُمانياًوعمانيّة أقلّهم يحمل شهادة دبلُوم .. منهُم مهندس المعلُومات ومنهُم حاملشهادة دبلُوم أحياء ومنهُم يحملُ شهادة آداب في المسرَح..
كانَ عليكَ يا معالي الوَزير أن تعتذر لعُمان .. التيْ لمّا تتخطّ سنوَاتعمرها الأربعين وتعيش أزهى سنوَات الازدهار والتضخم العُمراني والاقتصادي، ولكنّها شاخَت بسببِ "السيَاسات الكسُولة" من قبلِ الحكُومة لرفع مستوَىمعيشَة الجَوهر الذي تقوم عليها أيّ حضَارة.. "الانسَان" ..
كانَ عليكَ أن تعتذرَ يا معالي الوَزير لي ولزوجِي ولمئات الآلاف منالعُمانيين الذينَ استمعُوا إليكَ بصمتٍ مطبق علّك تأتي لنا بالخلاصِ أوأمرٍ من بعدهِ .. انتظرنَاك يا معالي الوَزير لتتحدث .. وتحدّثت وتحدّثت .. وكنتَ رائعاً في طريقَة كلامك وذكياً في إجاباتك .. ولكنّ ما قلتهَ يامعالي الوَزير "دخل من هذهِ الأذن،وخرجَ من الأذن الأخرى" ..
تمنيتُ قبلَ أن تختمَ الجلسَة وتغادرهَا أن تأخذ نفساً عميقاً وتعتذرَ لنا .. وحينَها لكنتَ تحوّلت أمامنا إلى بطلٍ عُمانيٍ على الملأ ولرفعنَا لكالمصارّ والكميم .. لأنّه ليسَ أجمل من أن يعتذرَ الانسانَ بصدقٍ حينَيُخطِئ ..
أو أنّك حينَ أنهيتَ الجلسَة اعتذرتَ لنا علَى "السّاعة" التي أمضينَاها ونحنُ نتابعُ ما تقولُ علنا نخرجُ بشيءٍ مفيد ..
نعَم كانَ عليكَ أن تعتذر يا معالي الوَزير لكنّك لم تفعل .. ربّما لأنّنافي أوطاننا العربيّة لم نعتد يوماً على ثقافة الاعتذار خاصّة من السّاسةالكبَار الذينَ يديرُون مصائر الشعُوب ..
نعَم يا معالي الوَزير .. اعتذِر لنا ولا تخجل .. فالاعتذَار يا سيّدي من شيَم الرّجال..
قهرهم وجودي
صيدلي نشيط
معلومات إضافية
تـاريخ التسـجـيل : 28/12/2010
الجنس :
المشاركات : 70
الــــعــــمـــــر : 29
نـــــقـــاط : 90
الســــمـعــــة : 2
موضوع: رد: عائشة السيفي تواجه وزير القوى العاملة الجمعة فبراير 18, 2011 7:10 pm
مشكور على طرح (وتقبل مروري )
شنجوووبـ?
صيدلي واعد
معلومات إضافية
تـاريخ التسـجـيل : 01/10/2010
الجنس :
المشاركات : 700
الــــعــــمـــــر : 30
نـــــقـــاط : 951
الســــمـعــــة : 2
موضوع: رد: عائشة السيفي تواجه وزير القوى العاملة الجمعة فبراير 25, 2011 1:15 am