السّلام عليكم
على حدود الإزدواجيّة يَحُطُّ كثيرون الرِّحال .. لِصَيْدِ ما تبقّى من عقول
مع أنّ العلم يُعطي الإزدواجيّة مِيزةَ جِسْرِ عُبور بين قديمٍ و جديدٍ
و رَسْمَ حُدودٍ لإمكانات كلّ منهما و مجاله .. مع احترامه
كازدواجيّة الضّوء بين المادّة و التموّج
هناك من يتشبّث بقديم ٍأكل الّدهر عليه و شرب .. لحدّ الاختناق
يُحارب كلّ مشروعِ فِكْرٍ جديدٍ و تطلُّعِ اندماجٍ و اختلاطٍ و ائتلافٍ و تكتّلٍ
و في تفاعُله تجد ما هو جديد و دليل على تطلُّعه لما وراء أبعاد فكرٍ قديمٍ
و هناك من يرفضُ القديم قطعًا و قطيعةً لاحتضانِ جديدٍ لم يُثمر بَعْدُ و لم تَنضج ملامِحُهُ
حتّى أصبح رمزا لعنوان تشرّدٍ و ضياعٍ و انسلاخ ٍ.. و في تصرُّفِهِ تَكْرِيسٌ لما هو قديم
في ازدواجيّة الخطابِ دليلُ رقصٍ على حبال الكلمات نِتَاجَ براغماتيةٍ قاسيةِ الملامح
و في ازدواجية الشّرح و التحليل دليلُ انتهاز فرصةِ ابتعادِ اللّفظِ عن المعنى ليُصبح الجدلُ عقيمًا
في ازدواجيّة الفَهْمِ إثباتٌ لِبُعْدٍ عن مَسَارِ الكلمات .. ليُصبح ازدواجيّة شخصيّة تُريد أن تثور على الذّات
و دليلَ تشبُّثِ رَوَاسِبَ تقتُل في العمق كلّ تطلّع يُريد استغلال الموجود .. حتّى تَغرق الرّوح في شبه سُبات
و في ازدواجيّة التّفاعل مع الأحداث دليلُ هزيمةٍ و ضعفٍ و ضياعٍ .. احتضارُ فكرٍ قاد إلى الهزيمة
هل نُدرك حقّا و صدقًا .. الفرق بين معرفة الدّرب و السّير فيه ؟..
أم أنّنا سابحون في فضاء يجعلنا ريشة في مهبّ الريّاح ؟..
هل نعرف حقّا و صدقا .. الفرق بين من يُدرك تواجد الحدث و بين من يعيشه ؟..
أم أنّنا خُبراء في سبر الآراء .. دون التّقيّد بما وراء الكلمة من مسؤوليّة و تَحَدٍّ و قوّة ؟..
كثيرون سيُجيبون أنّهم يعرفون الدّرب .. فهل حقّا ساروا فيه .. وإلى أين انتهى بهم المطاف فيه ؟..