موضوع: (*(*(دمعة على العفاف)*)*)للشيخ فيصل الرواحي الأحد أكتوبر 23, 2011 3:48 am
السلام عليكم ورحمه الله و بركاته
مطوية دمعه على العفاف
للشيخ الفاضل فيصل بن عامر بن حمود الرواحي جزاه الله خيرا جعلها في
ميزان حسناته إن شااء الله
[/size]
(يأبى قلمي إلا أن يخط حواراً خاصاً، ويرفض فكري إلا أن يجول في عالم
عاشته بنات الإسلام، حواراً خاصاً وددت أن يصل إلى قلب كل فتاة مشت في هذا الطريق. أكتب كلماتي هذه ـــ وأخصكِ بالحديث أنت لا سواكِ ـــ وعبراتي تسبق عباراتي لأني أحمل إليكِ مأساة حقيقية، وحقيقة مكشوفة، وصورة مفضوحة. أكتب ويدي ترتجف، وقلبي يتفطر، وعيناي تبكي دماً؛ نعم، كيف لا يصير حالي هكذا وقد رأيت بنت الإسلام، الدرة المكنونة، والجوهرة المصونة حفيدة الطاهرات، وأم المستقبل، ومربية الأجيال القادمة قد فقدت عرضها وكرامتها، وخسرت عفتها وشرفها.
أخيتي: إن استغلالهم لكِ أزعجني، وقهرهم لقلبكِ آلمني، واستعبادهم لكِ لا يرضيني، وقد آن الأوان للحديث عن الخطر الذي يحيط بكِ في طريق العلاقات الشبابية وأحسبها علاقة شباكية لأن الفتاة تقع في شباك الذئب الماكر ! طريق ملؤه المتاهات والانزلاقات ما إن تسير فيه الفتاة إلا وتصبح كالسيارة المسرعة بلا سائق في طريق منحدر فتهوي في أية حفرة تواجهها !! لذا فإني أمد إليكِ حبل النجاة لأني اكتشفت حقيقة هذه العلاقات التي طالما كانت
مقنعة بالكذب والخداع، وسأفرش في دربك – بإذن الله – ورود الهداية والصلاح طلبا
لمرضاة الله وسعيا لإنقاذكِ من الدمار والضياع وسأقدم لكِ حقيقة هذه العلاقة لتحكمي بنفسكِ على نفسكِ، فتعالي معي لنرى ونتفكر وعديني بأن تكوني صادقة مع نفسك.
أولاً: نعم، إنه يقسم لكِ أنه يحبكِ ولا ينام الليل قبل أن يحادثكِ وأنكِ الوحيدة في حياته، ولا يتخيل حياته مع غيركِ، ويسمعكِ الأيمان المغلظة أنه سيتزوجكِ قريباً ولطالما أطرب سمعكِ بألفاظ الحب والغرام، فتارة يناديكِ باسم الحبيبة، وتارة العشيقة، ولكن هل يا ترى هو صادق فيما يقول؟؟ عفوا أيتها الأخت، لن أجيبكِ أنا بل هو الشاب بنفسه من سيجيبك. أختي: طالما سمعت الشباب يضحكون على تلك, ويسخرون من الأخرى وطالما سألتهم: أترضى أن تتزوج من هذه العشيقة – كما تزعم– فكان الجواب كالمعتاد: لا، وكيف أتزوج بنتاً سافلةً خانت أهلها !! وذات مرة كان في يدي هاتف شاب صاحب علاقات فجاءه اتصال, فاصطدمتُ عندما رأيتُ المتصل مسجلاً باسم [الحقير] !! فرفعت السماعة فإذا هي بنت... عذراً، بل فريسة من فرائسه !!! ويقول أحد
الذئاب:لا أنسى ذلك اليوم حينما تلاعبت بمشاعر فتاة حتى أفقدتها عذريتها, فقُبِضَ علي وطلب القاضي أن أتزوجها، فقلت له ببساطة: يا شيخ إنها فاجرة !! فماذا تعتقدين مقامكِ عند حبيبكِ كما تدعين ؟؟!!
ثانياً: دعيني أهمس في أذنيكِ همسة علها تصادف قلبكِ الغافل عن
الحقيقة فأقول لكِ: لو اتصل بكِ شخص وأنتِ لا تعرفينه – وقال:إنه يريد منكِ ألف
ريال مساعدة فهل ستصدقينه وتعطينه؟؟ فكيف بمن يتصل بكِ ليتعرف عليكِ أو يراسلكِ في الشات وهو يخطط بأن يأخذ منكِ أكثر من الألف ريال؟ نعم، إنه يريد أن يسلب منكِ شرفكِ ويريد تضييع عرضكِ وتلطيخ كرامتكِ فهل ستوافقي وتعطينه أعز ما لديكِ ؟! فكري جيداً أختي وراجعي نفسكِ في قراركِ لأنكِ ستضعين شرفكِ بين يدي إنسان – الله أعلم بضميره – ولا تخدعي نفسكِ بأماني وأوهام وأحلام وتقولي بأنكِ ضامنة لنفسكِ،" فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ"، وتظني بأن العلاقة لن تجركِ إلى الفاحشة فقد قالتها مثيلاتكِ سابقاً وسرعان ما سكبن بدل الدمع دماً جراء مجازفتهن ودخولهن هذه المغامرة، فأين ستكون نهايتك يا أختي؟ أما فكرتِ يوماً لو أنه قد سجل صوتكِ أو احتفظ بصورتكِ التي لربما قد أرسلتيها له أو رسائلكِ التي ترسلينها له، وقد تابعتُ بنفسي قضايا كثيرة يهدد فيها الشاب البنت لتخرج معه فماذا ستفعلين حينها؟! أو تظنين أنه سيرحم توسلاتكِ؟ كلا والله، فهو ذئب بشري ليس له ضمير وليس له هم إلا هتك الأعراض!! نعم، إنه ثعلب ماكر يتظاهر بالبراءة أمام الدجاجة ولكن ما إن يتمكن منها حتى ينهشها بأظفاره ويفترسها بأنيابه.
ثالثاً: بنت الإسلام: إن لكِ ربا خلقكِ ورزقكِ ومنَّ عليكِ – تفضلا
وتكرما – بنعم كثيرة، أوهكذا تجازين الله بهذه العلاقة المحرمة ؟! أما استحييتِ من الله وهو ينظر إليكِ وأنت تكتبين رسالة لذلك السافل أو تلتقطين صورة فاحشة لجسدكِ وقد جردت نفسكِ من كل سترها؟! أين غابت عنكِ رقابة الله وأنت تعصينه؟ أم نسيتِ أن من أسمائه الرقيب، السميع، البصير؟ أم أمنتِ على نفسكِ وأنت تغضبين مَنْ بثَّ فيكِ الروح لتكوني في هذا الوجود؟ فأين الخوف؟ وأين الحياء؟ بالله عليكِ كم سهرتِ في عصيان خالقكِ؟ فحاسبي نفسكِ – أخية – فكم من وقت قضيته في ترتيب كلمات الحب والغرام والخضوع لذلك الشاب؟ وكم من حرف وكلمة أرسلتيها للعشيق المزعوم وقد سُجِّلَتْ عليكِ في كتابكِ الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها " يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"فكيف بكِ يا .... وقد جيء بكِ يوم القيامة يوم الحسرة والندامة " يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ" وتنادين أمام رؤوس الخلائق [ فلانة بنت فلان ] : قد كنتِ تكلمين الشاب وتراسلينه؛ فما عذركِ وما جوابكِ في ذلك اليوم العظيم ؟! هل سينفعكِ ذلك الشاب؟! أم ستقولين " يَا وَيْلَتَى
لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا". فيا من فرطتِ في جنب الله تداركي
نفسكِ قبل الموتوحاسبيها قبل أن تحاسب في يوم عصيب قال الله تعالى عنه:" يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ"، وارحمي نفسكِ أختي قبل أن يحل عليكِ غضب من ربكِ فليست السعادة تكمن في معصية الله والعلاقات المحرمة، بل تكون السعادة بقدر قربكِ من الله "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".
رابعاً: أم المستقبل: مسكينة أمكِ حملتكِ تسعة أشهر وأرضعتكِ حولين فكم سهرتْ لتنامي وتعبتْ لترتاحي، ومرضتْ لتكوني أنتِ بعافية، فلو أنكِ حملتيها فوق رأسك وطفتِ بها سبعة أشواط حول الكعبة ما وفيتِ لها ألم زفرة من زفرات الولادة، وتأتين اليوم وبكل جرأة فتخونينها مع سافل حقير – لا يعرف الله ولا يعرف حرمات المسلمين – بل وبكل بجاحة تتلفظين له بألفاظ الحب والغرام وأنت حتى كلمة شكر لم تتلفظي لتلك التي صنعت منكِ فتاة ترجو منها البر والإحسان. أهذا حقها الآن؟!وبهذه الخيانة تجازينها وتكافئينها؟! فبالله عليكِ هل هذا يرضيكِ؟ وهل يرضيكِ أن تفعل بنتكِ غداً ما تفعلينه أنت بأمكِ اليوم؟ سأترك الجواب لكِ ولضميرك – إن بقي لديكِ
ضمير حي – وهلا شفقة بوالدكِ؟؟ ذلك الذي وثق في حسن خلقكِ وأدبك وأعطاكِ الثقة
فخرجت من البيت – لتدرسين أو لتعملين أو لأي شيء كان – وقد حملتِ بين يديكِ أمانة ألا وهي شرف أهلكِ وعرضهم وكرامتهم، فخنتيهم وليتك ما فعلتِ !! أخية: لو قيل لك بأن إحدى محادثاتكِ الهابطة الماجنة مع ذلك الذئب قد سجلت ووصلت لوالدك ... ماذا أنتِ فاعلة حينها ؟ هل تنكسين رأسكِ للأرض؟ أم تدسينه في التراب أو وراء القضبان؟ أم سوف يسوّد وجهكِ ولن تستطيعي بأن تنظري إلى وجه والدك؟ أم ماذا – بالله عليكِ – أنت صانعة حين ترجعين إليه وقد حملتِ بين أحشاءكِ جنيناً حملتيه سفحاً وفحشاً ؟! هل هذه بشارة ترجعين بها إلى والدكِ ليرى تربيته فيكِ ؟! فيقتل نفسه ألماً وحسرةً وعاراً منكِ ليقول وقد وضع رأسه بين يديه:" يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا" .
خامساً: هذه هي الحقيقة يا أختي فقد خنتِ خالقكِ وعصيتيه وفضلتِ محبة
الشاب على محبة الله " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ
أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ"، وفوق ذلك فقد خنتِ أهلك الذين أنفقوا وبذلوا الغالي والنفيس لتكوني إنسانة صالحة عفيفة. فهل يا ترى أصبح الشاب عندك أغلى من والديكِ وأهلكِ؟! أم ربحتِ عندما أصبحتْ نظراتُ الناس والعشيرة تشيِّعكِ وتشيع أهلكِ وهم يطلقون باتجاهكِ سهام الاتهام والفضيحة والحرام؟! أم أن الربح في قاموسكِ يتمثل لديكِ في الحسرة والألم الذي تعيشينه بعد أن اختلج الحرام في بطنكِ فلا تستطيعين عنه حولا ؟! أم تحسبين أن الفرح والتمتع يكون في لحظة حب عابرة وشهوة نفس عارمة ما كادت تنتهي إلا وحل محلها نكد وضيق ... كيف لا وقد أغضبتِ رب الأرض والسماء فكان عقاباً لكِ أنك صرتِ من الذكر في خواء فتهتِ في صحراء بلا ماء، وفي ظلام بلا ضياء" وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا"، أم أن الربح مع شرف مسلوب وعرض مهتوك ونفس مقتولة بسهام حب زائف فأريق دمها في شوارع الحي ثم رُمِيَتْ للذباب فتجمعت عليها الحثالة كما تتجمع الحشرات على الطعام المكشوف ! أم أنكِ توهمين نفسكِ بحب النجاح والتفوق وقمة التطور وأنت قد خسرتِ درجاتكِ ومستواكِ بل وخسرتِ صديقاتكِ الصالحات وعشيرتكِ بخيانتهم جميعاً ! وما تدهور مستواكِ إلا لغضب الله عليك لأنكِ سلكتِ هذا الطريق ( إن الله يمهل ولا يهمل) أم تحسبين أن الله غافلاً عما تعملين ؟ !!!
تختاري صديقة تعينكِ على دينكِ ودنياك لا أن تسلكي طريقاً يؤدي بك إلى الهلاك. أم تبحثين عمن يهتم بكِ ويسأل عنكِ؟ أقول لك : أنتِ لستِ بحاجة لأن يهتم بكِ أحد إن حافظتِ على نفسكِ بل أنتِ جديرة بأن تهتمي بغيركِ , فقط كوني مع الله. أم أنكِ تبحثين عما يملأ فراغكِ؟ ويلكِ أتبحثين حقاً عن ذلك وأنتِ عندكِ ما يشغلكِ طيلة حياتكِ ... إنه كتاب الله "القرآن". أم أنكِ تريدين العودة فلا تستطيعين ؟ أقول لكِ : أنتِ تستطيعين, فقط قرري واعزمي [بصدق] على ذلك وسترين! وهنا توقفي مع نفسكِ قليلاً واسأليها ماذا كسبتِ من هذا الطريق ؟! والله ليس لك أكثر من الخوف والقلق والشقاء وفقدان لذة العيش أتدرين لماذا؟ أقول: لأنكِ كذبتِ على نفسكِ " وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا" .
وختاماً: أدعوكِ لترحمي نفسكِ وتشفقي عليها من عذاب ربها فقد آن
الأوان للعودة والرجوع إلى الله " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ"، فهلا أوبة وتوبة، وندم وانكسار، وتذلل للواحد القهار، قبل أن توافيك المنية فتندمين حين لا ينفع الندم، وسأترككِ أخيراً مع هذه النداءات من رب العزة والجلال: " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" " وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ" " أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ" " وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين
) [/size][/[/size]size]
طيبتي أكبر همومي
::مشرف عام::
معلومات إضافية
تـاريخ التسـجـيل : 07/11/2010
الجنس :
المشاركات : 4289
الــــعــــمـــــر : 32
نـــــقـــاط : 4582
الســــمـعــــة : 10
موضوع: رد: (*(*(دمعة على العفاف)*)*)للشيخ فيصل الرواحي السبت نوفمبر 05, 2011 5:44 pm
الف شكر لكي اختي على المعلومات الرائعه في ميزان حسناتك ان شاء الله بارك الله فيك
ملكة على العرش
صيدلي نشيط
معلومات إضافية
تـاريخ التسـجـيل : 27/10/2011
الجنس :
المشاركات : 96
الــــعــــمـــــر : 31
نـــــقـــاط : 102
الســــمـعــــة : 0
موضوع: رد: (*(*(دمعة على العفاف)*)*)للشيخ فيصل الرواحي الثلاثاء نوفمبر 22, 2011 4:19 pm